[166] القارورة بسبب النفخ الشديد، يخرج عنها، ويشق سطح الماء [عند الصعود [1] ] فلا جرم تظهر النفاخات والبقابق. وذلك يدل على أنا أدخلنا في تلك القارورة عند النفخ من الهواء، ما لولا النفخ لما دخل فيه، ولو كانت القارورة مملوءة من الهواء لما أمكن إدخال هواء أزيد فيه.
والجواب الذي يذكرونه من حيث التخلخل والتكاثف، فقد عرفت ضعفه وسقوطه. [والله أعلم [2] ].
الحجة التاسعة: وهي في غاية القوة [أن نقول [3] ]: إنا سنقيم الدليل اليقيني على أن الأجسام المحسوسة، مركبة من أجزاء، كل واحد منها يقبل القسمة الوهمية، ولا يقبل القسمة الانفكاكية البتة. ونقيم الدلالة أيضا على أنه يجب أن يكون شكل كل واحد منها الكرة. وإذا ثبت بالبرهان اليقيني صحة هاتين المقدمتين، لزم أن يقال: إن تلك الأجزاء الكرية عند ائتلافها وتلاقيها، يحصل فيما بينها: الخلاء لأن الكرات المضمومة بعضها إلى بعض، لا بد وأن يحصل فيما بينها: الفرج والمنافذ والخلاءات. وهذا البرهان يقيني، بعد إثبات تينك المقدّمتين المذكورتين. وسيأتي إن شاء الله تعالى تقريرها بالوجوه اليقينية، في مسألة الجوهر الفرد. والله أعلم.
(1) من (ط، س) .
(2) سقط (م) .
(3) سقط (م) .