فهرس الكتاب
الصفحة 2032 من 2479

[93]الفصل الخامس عشر في الاشارة الى أجوبة هذه الشبهات

أعلم [1] : أنا وإن بالغنا في حكاية هذه الشبهات. إلا أن العاقل إذا أحكم معرفة أصول ثلاثة، ووقف على قوتها، زالت عنه هذه الشبهات بأسرها، وذلك من كمال نعم الله تعالى على العباد، حيث هداهم إلى هذه الأصول الثلاثة، ليتوسلوا بها إلى دفع [2] هذه الشبهات.

فالأصل الأول: أن نقول: لا شك أن القول بإثبات النبوات، فرع على القول بإثبات الفاعل المختار. فمن نازع في ذلك الأصل، فإنه لا يجوز له الخوض في إثبات النبوات البتة. بل يجب عليه الشروع في تلك المسألة. وأما من سلم أن إله العالم فاعل مختار، فنقول: إنا ندعي أنه لا مؤثر البتة لإخراج شيء من العدم إلى الوجود، إلا ذلك الواحد. وإذا ثبت هذا، فقد بطل القول بوجود مؤثر آخر سواه، سواء قيل: إنه كوكب، أو فلك، أو عقل، أو نفس، أو روح علوي، أو روح سفلى. والذي يدل على صحة هذا الأصل وجوه:

الأول: أنه لما ثبت أنه تعالى قادر على بعض المقدورات، وجب أن يكون ذلك الشيء، إنما صار بحيث يصح أن يكون مقدورا له لإمكانه. لأنا

(1) في (ت) : الفصل الخامس في معرفة أجوبة هذه الشبهات.

(2) دفع هذا العالم من الشبهات (ل) ، (طا) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام