اعلم: أنا نعلم بالضرورة: أن هاهنا شيئا يشير إليه كل أحد منّا، بقوله: «أنا» وبالحقيقة: أعرف المعارف، وأظهر الظاهرات: هو ما يشير إليه كل أحد بقوله: «أنا» إلا أن العقلاء اختلفوا في [أن ماهية [1] ] ذلك الشيء، ما هو؟
وضبط المذاهب فيه: أن يقال: إنه إما أن يكون جسما، أو عرضا ساريا في الجسم، أو لا جسما ولا عرضا [2] ساريا في الجسم.
أما القسم الأول: وهو أنه جسم. فذلك الجسم، إما أن يكون هو هذا البدن، وإما أن يكون جسما مشابكا لهذا البدن، وإما أن يكون جسما خارجا عنه [فأما القسم الثالث وهو أن تكون نفس الإنسان عبارة عن جسم خارج عن هذا البدن، فهذا لم يقل به أحد [3] ] وأما القسم الأول: وهو أن نفس الإنسان عبارة عن هذا البدن المعين، والهيكل المخصوص. فهو قول جمهور الخلق، وهو المختار عند أكثر المتكلمين. وأما القسم الثاني: وهو أن الإنسان [4] عبارة عن جسم مخصوص موجود في داخل هذا البدن. فالقائلون
(1) سقط (م)
(2) جوهرا (ل)
(3) من (طا) ، (ل)
(4) لو عبر بكلمة النفس، لكانت العبارة واضحة.