اعلم: أنا قبل العلم بإمكان [ذوات] [1] الأجسام وقبل العلم بحدوثها: نشاهد حدوث أحوال وصفات، لا يقدر البشر عليها. فلا جرم يمكننا أن نستدل بها على وجود الصانع.
فاعلم: أن الأجسام التي هي المحال لهذه الحوادث المشاهدة المحسوسة:
إما أن تكون هي الأجسام الفلكية، أو الأجسام العنصرية. أما الأجسام الفلكية فهي الأفلاك والكواكب. والبحث عنها إما أن يقع في كيفية حركاتها ودورانها وطلوع الكواكب وغروبها [2] . وإما أن تقع بحسب الليل والنهار، واعتبار أحوال الأضواء والإظلال [3] وأما تقع بحسب الأحوال المختلفة التي تعرض للكواكب بسبب قربها أو بعدها من سمت الرءوس، وبسبب المصالح الحاصلة من الفصول الأربعة.
وأما الأجسام العنصرية فهي إما بسائط أو مركبات. أما البسائط فالبحث [عن أحوال العناصر الأربعة] [4] وتركيباتها وصفاتها وكيفية ما أودع الله تعالى
(1) من (ت) .
(2) في غروبها (ت) .
(3) والأظلال والظلمات (ت) .
(4) سقط (س) .