فهرس الكتاب
الصفحة 1243 من 2479

[75]الفصل السادس في تتبع سائر المذاهب والأقوال في ماهية الزمان

أما مذهب من يقول: الزمان عبارة عن الحركة الفلكية. فقد [بالغنا في تقرير الوجوه الدالة على فساده. وأما مذهب من يقول: إنه عبارة عن مقدار الحركة الفلكية فقد [1] ] كشفنا عن فساده كشفا لا يبقى للعاقل فيه شبهة. وأما قول أبي البركات إن الزمان [2] عبارة عن مقدار الوجود. فهذا كلام مبهم [مجمل [3] ] وأحسن أقواله أن يقال: المراد منه: أن الزمان مقدار امتداد الوجود. فإن كان المراد ذلك فهو باطل. وذلك لأن امتداد الوجود عبارة عن بقاء الشيء ودوامه واستمراره، وهذا البقاء والدوام إما أن لا يكون أمرا زائدا على ذات الباقي. أو إن كان زائدا عليه، لكن بقاء كل شيء ودوامه صفة قائمة به. وأيضا: فبقاء كل شيء ودوامه غير بقاء الآخر، وغير دوامه. فلو كان الزمان عبارة عن هذا المعنى [4] لزم أن يكون عدد الأزمنة المجتمعة في هذه الساعة الواحدة، بحسب عدد الأشياء الباقية في هذه الساعة. لكنا [قد دللنا [5] ] على أن القول باجتماع الأزمنة الكثيرة دفعة واحدة: محال.

(1) سقط (م) .

(2) إنه عبارة (م) .

(3) سقط (ط) .

(4) المعنى (ط) البقاء (م) .

(5) سقط (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام