فهرس الكتاب
الصفحة 1692 من 2479

[159]الفصل الثالث في بيان أن النفس واحدة

ذهب «أرسطاطاليس [1] » أصحابه: إلى أن النفس واحدة وتنبعث منها قوى مختلفة كثيرة، بحسب الأفعال المختلفة. وهذا هو الحق الذي لا شك فيه.

وقال «جالينوس» : النفوس الثلاثة: النفس النطقية. ومتعلقها الدماغ. والنفس الغضبية. ومتعلقها القلب. والنفس الشهوانية. ومتعلقها الكبد.

والذي يدل على أن لكل إنسان نفسا واحدة وجوه: الحجة الأولى: إن المراد بالنفس ما يشير إليه كل أحد بقوله «أنا» والعلم البديهي حاصل بأن ذلك الشيء واحد، ليس فيه تعدد البتة. فإن قيل: لم لا يجوز أن يقال [2] : المشار إليه لكل أحد بقوله «أنا» وإن كان واحدا، إلا أن ذلك الواحد يكون مركبا من أشياء كثيرة؟

قلنا: إنه لا حاجة بنا في هذا المقام إلى إبطال هذا السؤال. بل نقول:

المشار إليه بقولي «أنا معلوم بالضرورة: أنه شيء واحد. فأما أن ذلك

(1) أرسطو (م) .

(2) يكون (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام