ذهب «أرسطاطاليس [1] » أصحابه: إلى أن النفس واحدة وتنبعث منها قوى مختلفة كثيرة، بحسب الأفعال المختلفة. وهذا هو الحق الذي لا شك فيه.
وقال «جالينوس» : النفوس الثلاثة: النفس النطقية. ومتعلقها الدماغ. والنفس الغضبية. ومتعلقها القلب. والنفس الشهوانية. ومتعلقها الكبد.
والذي يدل على أن لكل إنسان نفسا واحدة وجوه: الحجة الأولى: إن المراد بالنفس ما يشير إليه كل أحد بقوله «أنا» والعلم البديهي حاصل بأن ذلك الشيء واحد، ليس فيه تعدد البتة. فإن قيل: لم لا يجوز أن يقال [2] : المشار إليه لكل أحد بقوله «أنا» وإن كان واحدا، إلا أن ذلك الواحد يكون مركبا من أشياء كثيرة؟
قلنا: إنه لا حاجة بنا في هذا المقام إلى إبطال هذا السؤال. بل نقول:
المشار إليه بقولي «أنا معلوم بالضرورة: أنه شيء واحد. فأما أن ذلك
(1) أرسطو (م) .
(2) يكون (م) .