فإحداها: قوله: صُنْع اللهِ الّذِي أتْقن كُلّ شيْءٍ [1] الّذِي أحْسن كُلّ شيْءٍ خلقهُ [2] فهاتان [3] الآيتان دالتان على أن كل ما كان صنعا لله، فهو حسن. وهذا يقتضي أن لا يكون حسنا، لم يكن صنعا لله تعالى.
فالقبائح والفواحش لما لم تكن موصوفة بالحسن. وجب أن لا تكون فعلا لله تعالى.
وثانيها: قوله تعالى: وما خلقْنا السّماء والْأرْض وما بيْنهُما باطِلًا. ذلِك ظنُّ الّذِين كفرُوا [4] فنص على أن من اعتقد أنه تعالى خلق باطلا، فقد كفر.
وثالثها: قوله تعالى: ربّنا ما خلقْت هذا باطِلًا [5] دل هذا الكلام على تنزيه الله تعالى عن خلق الباطل، فوجب أن يقال: إن كل ما كان باطلا، فإنه لا يكون مخلوقا.
(1) سورة النمل، آية: 88.
(2) سورة السجدة، آية: 7والآية مذكورة في (ل) .
(3) فهذه الآية (م) .
(4) ص 27.
(5) سورة آل عمران، آية: 191.