فهرس الكتاب
الصفحة 1637 من 2479

[101]الفصل السادس في الدلائل القوية المعتبرة في اثبات النفس

الحجة الأولى: إن هذا الجسد أجزاؤه واقعة في التبدل. والمشار إليه لكل أحد، بقوله: «أنا» : غير واقع في التبدل، ينتج: أن هذا الجسد ليس هو [الشيء [1] ] المشار إليه بقوله: «أنا» .

أما المقدمة الأولى: فالدليل على صحتها وجوه: الأول: إن جسد الإنسان جوهر [حار [2] ] رطب. والحرارة إذا عملت في الرطوبة، أصعدت عنها البخارات، وذلك يوجب انحلال بدن الإنسان.

ولهذا السبب احتاج هذا البدن إلى الغذاء، ليقوم الغذاء بدل ما تحلل.

فثبت: أن التحلل والذوبان: دائم الحصول في بدن الإنسان.

الثاني: إن بدن الإنسان حال ما كان طفلا، كان شيئا صغيرا، وحال صيرورته شابا، يصير جسما عظيما. وذلك يوجب كون أجزائه في التبدل.

الثالث: إن الإنسان قد يكون سمينا، ثم يصير هزيلا، ثم يعود سمينا. فالأجزاء قد تبدلت لا محالة بالزيادة والنقصان.

(1) سقط (م، ط) .

(2) من (طا، ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام