الحجة الأولى: إن هذا الجسد أجزاؤه واقعة في التبدل. والمشار إليه لكل أحد، بقوله: «أنا» : غير واقع في التبدل، ينتج: أن هذا الجسد ليس هو [الشيء [1] ] المشار إليه بقوله: «أنا» .
أما المقدمة الأولى: فالدليل على صحتها وجوه: الأول: إن جسد الإنسان جوهر [حار [2] ] رطب. والحرارة إذا عملت في الرطوبة، أصعدت عنها البخارات، وذلك يوجب انحلال بدن الإنسان.
ولهذا السبب احتاج هذا البدن إلى الغذاء، ليقوم الغذاء بدل ما تحلل.
فثبت: أن التحلل والذوبان: دائم الحصول في بدن الإنسان.
الثاني: إن بدن الإنسان حال ما كان طفلا، كان شيئا صغيرا، وحال صيرورته شابا، يصير جسما عظيما. وذلك يوجب كون أجزائه في التبدل.
الثالث: إن الإنسان قد يكون سمينا، ثم يصير هزيلا، ثم يعود سمينا. فالأجزاء قد تبدلت لا محالة بالزيادة والنقصان.
(1) سقط (م، ط) .
(2) من (طا، ل) .