فهرس الكتاب
الصفحة 1636 من 2479

[99] مخصوصة، فإن وجود تلك النقوش فيها، يمنع من حصول نقوش غيرها فيها، وأما النقوش العقلية فبالضد من ذلك. وذلك لأن النفس، إذا كانت خالية عن جميع العلوم، والإدراكات. فإنه يصعب عليها التعلم، فإذا تعلم شيئا، صار حصول تلك العلوم معينا على سهولة تحصيل سائر العلوم.

فالنقوش الجسمانية متعاندة متنافية، وأما النقوش العقلية فهي متعاونة متعاضدة. لأن كل نقش [يحصل، فإنه [1] ] يسهل حصول سائر النقوش في عين ذلك المحل، وذلك يدل على أن محل التعقلات والإدراكات ليس بجسم ولا جسماني».

واعلم: أن هذه الحجة من جنس القياسات الشعرية. وذلك لأن النقوش العقلية، معناها: العلوم والإدراكات، والنقوش الجسمانية، معناها: الأشكال والصور. ولا شك أن العلوم مخالفة بماهياتها وحقائقها للصور والأشكال، ولا يلزم من ثبوت حكم في نوع من أنواع الماهيات: ثبوته، فيما يخالف ذلك النوع. وإذا أمكن أن يكون حصول هذا الحكم، إنما كان بسبب اختلاف هذه الأنواع في ماهياتها، لم يلزم منه الحكم على تلك المحال بكونها جسمانية أو مجردة.

فهذه جملة الدلائل التي وصلت إلينا في هذا الباب. وقد ظهر أنها بأسرها ضعيفة، وأنها لا تفيد ظنا قويا، فضلا عن الجزم واليقين [والله أعلم [2] ].

(1) من (ل) .

(2) سقط (ط) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام