فهرس الكتاب
الصفحة 1136 من 2479

[381]الفصل الرابع في أن الصادر الأول عن الله. ما هو؟

على قول من يقول: الواحد، لا يصدر عنه الا الواحد

قالوا: ثبت: أنه تعالى فرد منزه عن جميع جهات الكثرة، وثبت: أن الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد، فوجب القطع بأن الصادر [الأول [1] ] عن الله تعالى شيء واحد. فنقول: ثبت أن كل ممكن فهو إما جوهر وإما عرض، فذلك الصادر الأول إما جوهر وإما عرض. لا جائز أن يكون عرضا، لأن العرض محتاج إلى الجوهر، ومتأخر بالرتبة عن الجوهر. فلو كان الصادر الأول عرضا، لكان علة للجواهر، فحينئذ يكون العرض سابقا على الجوهر، مع أن الجوهر كان سابقا على العرض، فيلزم الدور، وهو محال. فيثبت: أن الصادر الأول جوهر. فنقول: ذلك الجوهر إما أن يكون جسما، أو جزءا من أجزاء ماهية الجسم، أو لا جسما ولا جزءا من أجزاء ماهية الجسم. والأول باطل.

لأن الجسم مركب من الهيولى والصورة. فتكوين الجسم لا يمكن إلا بتقدم تكوين أجزائه. وإذا كان كذلك، امتنع أن يكون الصادر الأول جسما. ولا جائز أن يكون الصادر الأول جزءا من أجزاء ماهية الجسم، لأن ذلك الجزء إما الهيولي أو الصورة، ولا جائز أن يكون الصادر الأول: هو الهيولى، لأن الصادر الأول يكون علة لما بعده، فلو كان الصادر الأول هيولى، لزم كون الهيولى علة مؤثرة، موجدة لسائر الأشياء. لكن الهيولى موجود قابل، فيلزم أن

(1) من (ط، س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام