فهرس الكتاب
الصفحة 1828 من 2479

[303]الفصل الثالث والعشرون في البحث عن نفوس سائر الحيوانات

أما الفلاسفة المتأخرون فقد اتفقوا على أنها قوى جسمانية، وأنه يمتنع أن يكون لها نفوس مجردة. ولم يذكروا في تقرير هذا حجة ولا شبهة. وليس لأحد أن يقول: لو كانت نفوسها نفوسا مجردة، لوجب كونها مساوية للنفوس البشرية في تمام الماهية. ويلزم وقوع الاستواء في العلوم والأخلاق، وذلك محال.

فإنا نقول: الاستواء في التجرد [1] استواء في قيد سلبي. وقد عرفت أن الاستواء في القيود السلبية لا يوجب الاستواء في تمام الماهية. وأما سائر الناس.

فقد اختلفوا في أنه: هل لها نفوس مجردة؟ وهل لها شيء من القوى العقلية أم لا؟ فزعمت طائفة من أهل النظر [2] ومن أهل الأثر: أن ذلك ثابت.

واحتجوا على صحته بالمعقول والمنقول. أما المعقول فهو أنهم قالوا: إنا نشاهد من هذه الحيوانات أفعالا لا تصدر إلا من أفاضل العقلاء، وذلك يدل على أن معها قدرا من العقل. وبينوا ذلك بوجوه:

الأول: إن الفأرة تدخل [ذنبها [3] ] في قارورة الدهن، ثم تلحسه.

وهذا الفعل لا يصدر إلا لعلمها بمجموع مقدمات:

(1) في عدم التحيز (م) .

(2) العلم (م) .

(3) سقط (طا) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام