المسألة الأولى: في إثبات وجود الآن:
اعلم: أنه لا بد من الاعتراف بوجود شيء يكون حاضرا في الحال.
ويدل عليه وجوه:
الأول: إن الماضي والمستقبل كل واحد منهما عدم محض، فلو كان الحاضر أيضا عدما محضا، لما تقرر الحصول والوجود أصلا [1] فكان هذا قولا بأنه لا وجود لشيء من الأشياء، ولا حصول [لأمر من الأمور [2] ] وذلك جهالة.
الثاني: إنه لا شك في حصول أمور يحكم العقل عليها بكونها ماضية وبكونها مستقبلة، والمعقول من الماضي هو الذي كان حاضرا ثم مضى، والمعقول من المستقبل هو الذي يتوقع حضوره، ولكنه لم يحضر. فلو كان حضوره ممتنعا، لكانت صيرورته ماضيا ومستقبلا أيضا ممتنعا. ولما لم يكن كذلك، علمنا أنه لا بد من الاعتراف بالحال الحاضر.
(1) أيضا (ط) .
(2) من (ط) ، (س) .