والأنبياء اعترفوا به، والمؤمنون أقروا به، وإبليس اللعين اعترف به. فمن أنكر ذلك فقد خالف [كل [1] ] هؤلاء. أما بيان أن الله تعالى شهد به، ففي آيات: أوأضلّهُمُ السّامِرِيُّ [2] وهذا تصريح بأن ذلك الإضلال من السامري، ولو كان خالق الضلال هو الله تعالى لكانت إضافة الإضلال إلى السامري كذبا. ولا يقال: قراءة بعضهم: وأضلّهُمُ السّامِرِيُّ [3] أي:
أشدهم ضلالا هو السامري. لأنا نقول: القراءة التي تمسكنا بها حقة صحيحة بالاتفاق وهي تدل على قولنا. فقد حصل المقصود. وأما القراءة التي ذكرتم فإنها لا تنافي ما ذكرناه لأن كون السامري ضالا، لا ينافي كونه مضلا.
(1) سقط (م) .
(2) سورة طه، آية: 85وفي تفسير مجمع البيان: وأضلّهُمُ السّامِرِيُّ أي دعاهم إلى الضلال فقبلوا منه، وضلوا عند دعائه. فأضاف الضلال إلى السامري والفتنة إلى نفسه. ليدل سبحانه على أن الفتنة غير الضلال. وقيل: إن معنى فتنّا قوْمك عاملناهم معاملة المختبر المبتلي ليظهر لغيرنا المخلص منهم من المنافق، فيوالي المخلص ويعادي المنافق».
(3) في تفسير الكشاف: «قرئ» وأضلّهُمُ السّامِرِيُّ أي هو أشد ضلالا، لأنه ضال مضل، وهو منسوب إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها السامرة. وقيل: السامرة قوم من اليهود يخالفونهم في بعض دينهم».