فهرس الكتاب
الصفحة 1851 من 2479

[329]الفصل الثالث في البحث عن حقيقة الالهام والوسوسة واستقصاء القول فيهما

اعلم: أن الأفعال الإنسانية لها مبادي ثلاثة، مرتبة بعضها على بعض.

فأعلاها وأبعدها عن وقوع الفعل: العلم والإدراك. وذلك لأنه ما لم يقع في قلبه: أن الفعل الفلاني راجح [النفع، أو خالص النفع، فإنه لا يفعله. وما لم يقع في قلبه أن الفعل الفلاني راجح الضرر [1] ] أو خالص الضرر أو معادل الضرر، فإنه لا يتركه. وقد بالغنا في تقرير هذه القاعدة في باب «الدواعي والصوارف» من هذا الكتاب. ولأجل أن الإنسان لا يفعل فعلا، إلا لطلب الخير، سمي هذا الفاعل فاعلا مختارا. والمرتبة الثانية وهي المرتبة المتوسطة أنه إذا حصل اعتقاد النفع الخالص أو الراجح، ترتب عليه على سبيل اللزوم:

حصول ميل قوي متأكد [في الفعل. وإذا حصل اعتقاد الضرر الخالص أو الراجح ترتب عليه على سبيل اللزوم حصول ميل قوي متأكد في الترك [2] ].

والمرتبة الثالثة وهي المرتبة الأخيرة القريبة المتصلة بالفعل أن الأعضاء إذا كانت سليمة قوية على الفعل والترك. فإذا انضم ذلك الميل المتعين إلى تلك القدرة القائمة بالعضو، صار مجموع ذلك الميل وتلك القدرة: مؤثرا في حصول الفعل وهذا كلام ملخص معلوم قد سبق تقريره في باب الدواعي والصوارف».

(1) من (طا، ل) .

(2) العبارة من (طا، ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام