[مذهب جمهور المحققين من الأنبياء والأولياء والحكماء: أن القلب هو العضو الرئيسي المطلق [1] ] لسائر الأعضاء، وأن النفس متعلقة به أولا، وبواسطة ذلك التعلق تصير متعلقة بسائر الأعضاء.
وهذا هو مذهب «أرسطاطاليس» وأتباعه من القدماء والمتأخرين.
ومذهب «جالينوس» وأتباعه من الأطباء: أن الإنسان عبارة عن مجموع نفوس ثلاثة: النفس الشهوانية، وتعلقها الأول بالكبد. والنفس الغضبية، وتعلقها الأول بالقلب. والنفس النطقية الحكيمة، وتعلقها الأول بالدماغ. وهذه الأعضاء الثلاثة، كل واحد منها مستقل بنفسه، منفرد بخواصه وأفعاله.
والمختار: أن هذا باطل. والحق هو القول الأول. ويدل عليه وجوه: الحجة الأولى: [إنا قد بينا بالدلائل اليقينية [2] ] أن النفس واحدة.
وإذا ثبت هذا، وجب أن يكون العضو الرئيسي: هو القلب، ويدل عليه التجربة والقياس، أما التجربة: [فهي أن أكثر أصحاب التجارب، يشهدون
(1) من (ل، طا) .
(2) سقط (ط) .