فهرس الكتاب
الصفحة 1259 من 2479

[93]الفصل التاسع في شرح خواص الماضي والحاضر والمستقبل وهي أمور عشرة:

الخاصية الأولى: من الناس من قال: الماضي متقدم على الحال، والحال متقدم على المستقبل. ومنهم من قال: بل المستقبل متقدم على الحال، ثم الحال على الماضي.

واعلم أن كل واحد من هذين القولين صواب باعتبار [وخطأ باعتبار [1] ] آخر. وشرح هذا الكلام يستدعي تقديم مقدمة:

فنقول مثلا: الماضي يعتبر من وجهين:

الأول: أنه ذلك الشيء الذي حكم عليه بكونه ماضيا.

والثاني: مجرد وصف كونه ماضيا. ولا شك في أن أحد هذين المفهومين، مغاير للآخر. إذا عرفت هذا فنقول: إما أن نعتبر الماهية المحكوم عليها بكونها ماضية أو حاضرة أو مستقبلة، وإما أن نعتبر نفس هذا الوصف. أعني مجرد كونه ماضيا وحاضرا ومستقبلا، فإن اعتبرنا الأول كان السابق هو الماضي، ثم الحال، ثم المستقبل. لأن الداخل في الوجود أولا

(1) من (ط) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام