وتقرير هذا الدليل أن نقول: نرى أن بنية الأبدان مركبة من أعضاء مختلفة في المقدار والشكل، والترتيب، والصلابة، والرخاوة. ثم إن هذه البنية مع اختلاف أجزاءها في الصفات والأحوال، نراها متولدة من النطفة.
ثم نقول: هذه النطفة إما أن تكون جسما متشابه الأجزاء في نفس الأمر، وإما [أن يقال] [1] إنه وإن كان متشابه الأجزاء بحسب الحس، إلا أنه مختلف الأجزاء في الحقيقة وذلك لأن المني جسم ينفصل من ذوبان الأعضاء، فينفصل من اللحم جزء [حصلت] [2] فيه الطبيعة اللحمية [3] ، ومن العظم جزء حصلت فيه الطبيعة العظيمة، وكذا القول في جميع الأجزاء والأبعاض.
واعلم أن كثيرا من الطبيعيين ذهبوا إلى هذا القول، واحتجوا على صحته بوجوه: الأول: عموم اللذة في جميع الأعضاء عند انفصال النطفة.
والثانية: مشاكلة أعضاء المولود لأعضاء الوالدين في النقصان والزيادة
(1) من (س) .
(2) من (ز) .
(3) الجسمية (ز) .