فهرس الكتاب
الصفحة 200 من 2479

[218]الفصل الثاني والعشرون في الاستدلال على وجود الإله الحكيم الرحيم بكيفية تولد الانسان من النطفة

وتقرير هذا الدليل أن نقول: نرى أن بنية الأبدان مركبة من أعضاء مختلفة في المقدار والشكل، والترتيب، والصلابة، والرخاوة. ثم إن هذه البنية مع اختلاف أجزاءها في الصفات والأحوال، نراها متولدة من النطفة.

ثم نقول: هذه النطفة إما أن تكون جسما متشابه الأجزاء في نفس الأمر، وإما [أن يقال] [1] إنه وإن كان متشابه الأجزاء بحسب الحس، إلا أنه مختلف الأجزاء في الحقيقة وذلك لأن المني جسم ينفصل من ذوبان الأعضاء، فينفصل من اللحم جزء [حصلت] [2] فيه الطبيعة اللحمية [3] ، ومن العظم جزء حصلت فيه الطبيعة العظيمة، وكذا القول في جميع الأجزاء والأبعاض.

واعلم أن كثيرا من الطبيعيين ذهبوا إلى هذا القول، واحتجوا على صحته بوجوه: الأول: عموم اللذة في جميع الأعضاء عند انفصال النطفة.

والثانية: مشاكلة أعضاء المولود لأعضاء الوالدين في النقصان والزيادة

(1) من (س) .

(2) من (ز) .

(3) الجسمية (ز) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام