فأحدها: قوله تعالى: وإِنّ مِنْهُمْ لفرِيقاً يلْوُون ألْسِنتهُمْ بِالْكِتابِ، لِتحْسبُوهُ مِن الْكِتابِ. وما هُو مِن الْكِتابِ. ويقُولُون: هُو مِنْ عِنْدِ اللهِ، وما هُو مِنْ عِنْدِ اللهِ [1] وجه الاستدلال بالآية: أنه لو كان التحريف والكذب في اللسان خلقا لله تعالى، لكان اليهود صادقين في قولهم: إنه من عند الله، ولذم تكذيب الله في قوله: وما هُو مِنْ عِنْدِ اللهِ [وذلك لأنهم أضافوا إلى الله ما هو من عند الله [2] ] والله تعالى نفى عن نفسه أنه ما هو من عنده. ثم قال الجبائي في تفسيره، عند تقرير هذا الكلام: «وكفى هذا الخزي، لقوم يجعلون اليهود أولى بالصدق من الله» .
قالوا: ولا يقال: المراد من قولهم: هُو مِنْ عِنْدِ اللهِ أنه كلام الله
(1) سورة آل عمران، آية: 78وفي مجمع البيان: «وفي هذا دليل على أن المعاصي ليست من عند الله ولا من فعله. لأنها لو كانت من فعله، لكانت من عنده على آكد الوجوه. فلم يجز إطلاق النفي بأنها ليست من عند الله، وكما لا يجوز أن يكون من الكتاب على وجه من الوجوه، لإطلاق النفي بأنه ليست من الكتاب كله، لا يجوز أن يكون من عند الله، لإطلاق النفي بأنه ليس من عند الله» .
(2) من (ط) .