أعلم: أن حرفة النبوة والرسالة عبارة عن دعوة الخلق من الاشتغال بالخلق، إلى خدمة الحق. ومن الإقبال على الدنيا، إلى الإقبال على الآخرة.
فهذا هو المقصود الأصلي.
إلا أن الناس لما كانوا حاضرين في الدنيا، ومحتاجين إلى مصالحها، وجب أن يكون له خوض في هذا الباب أيضا، بقدر الحاجة.
فنقول: خوض الرسول عليه السلام إما أن يكون فيما يتعلق بالدين، أو فيما يتعلق بالدنيا، أما القسم الأول. وهو فيما يتعلق بالدين، فيجب عليه البحث في أمور ثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل. أما الماضي: فهو أن يرشدهم إلى أن هذا العالم محدث، وله إله، كان موجودا في الأزل، وسيبقى في الأبد، وأنه منزه عن مماثلة الممكنات [وأنه موصوف بالصفات المعتبرة في الإلهية والكمال، وهي القدرة النافذة في جميع الممكنات [1] ] والعلم الساري في جميع المعلومات [والوحدانية المطلقة بمعنى كونه منزها عن الأجزاء والأبعاض [2] ] والفردانية بمعنى كونه منزها عن الضد والند، والصاحبة والولد، ثم يجب عليه
(1) سقط (ت) .
(2) من (ل) .