اعلم: أنها على نوعين [1] : أحدها: السبب الذاتي الجوهري، وهو الذي ذكرناه من أن النفوس تكون مختلفة في الماهيات والذوات.
والنوع الثاني: الأمور الخارجة عن الذات والجوهر، وهي أربعة أمور:
الأول: اختلاف طوالع مسقط الماء وظهور الطوالع.
والثاني: اختلاف أحوال الكواكب المسامتة لتلك البلدة والتربة. فإن البلدة التي يمر على سمت رءوس أهلها: كوكب سعد، تكون أحوالهم حسنة فاضلة، والتي يمر على سمت رءوسهم كوكب نحس تكون أحوالهم مذمومة.
الثالث: اختلاف أحوال الأسباب الستة الموجودة في تلك البلدة، ومن جملتها كيفية حال الرضاع.
والرابع: اختلاف أمزجة الأعضاء، واختلاف أحوال الأعضاء الآلية في هيآتها وتركيباتها يوجب اختلاف أحوال الصفات والأفعال.
قال «جالينوس» في تفسيره لكتاب «بقراط» في الأخلاط: «إن فعل
(1) قسمين: الأصل.