فهرس الكتاب
الصفحة 1684 من 2479

[150] مزاج الأخلاط في النفس، مساوي لفعل اختلاف النفس [1] » وتفسيره: إن من كان الغالب عليه هو المزاج الصفراوي، فإنه يغضب كثيرا وأيضا: إذا غضب مرارا كثيرة، غضبا شديدا، فإنه يجتمع في بدنه شيئا كثيرا من الصفراء. وهذا يدل على أن النفس والبدن، كل واحد منهما مؤثر في الآخر.

واعلم: أن الحكماء بينوا في كتب الأخلاق: أن القوى الأصلية النفسانية: ثلاثة. أشرفها: القوة النطقية الدماغية، وأوسطها القوة الغضبية القلبية، وأدونها القوة الشهوانية الكبدية وجميع الأخلاق والصفات إنما تتشعب من هذه الثلاثة.

[ونحن نشير إلى بعض أنواع الاختلافات الواقعة في كل واحدة من هذه الثلاثة [2] ] ونذكر منها ما يصلح أن يكون سببا مزاجيا. فنقول: أما القوة الإدراكية فعلى قسمين: أحدهما كالأصل. والثاني كالفرع. وهو العلوم المكتسبة.

أما الأول: وهو العقل، فمراتب الناس فيه مختلفة بالقوة والضعف والكثرة والقلة. وهو ظاهر.

وأما العلوم المكتسبة. فهي قسمان.

أحدهما: العلم بأنواع العلوم العقلية والنقلية.

والثاني: العلم بإصلاح أمر المعاش، والإنسان قد يكون كاملا فيهما.

وهو نادر، وقد يكون ناقصا فيهما، وقد يكون كاملا في تحصيل العلوم، إلا أنه يكون ناقصا في علم إصلاح المعيشة، وقد يكون بالضد منه.

فأما مراتب العلوم النظرية: فهي كثيرة من وجوه: الأول: إن الإنسان قد يكون قادرا كاملا في جميع أنواع العلوم، وهو نادر جدا، وقد يكون مقصرا في الكل، وهو غالب جدا، وقد يكون كاملا في

(1) اختلاف النفس (م) أخلاط النفس في الأخلاط (ل) .

(2) من (طا، ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام