قال تعالى: إِنّ الله. لا يظْلِمُ النّاس شيْئاً [1] وقال: وما ظلمْناهُمْ ولكِنْ كانُوا أنْفُسهُمْ يظْلِمُون [2] وقال: وما أنا بِظلّامٍ لِلْعبِيدِ [3] قالوا: لو أن الله تعالى خلق الكفر في الكافر، ثم يعاقبه عليه، لكان ظالما بل نقول على مذهب الجبرية: لا ظالم إلا الله. لأن أحدا لما لم يفعل شيئا البتة، لم يكن أحد ظالما، بل نقول: ليس في أنواع الظلم أوضح من أن يؤاخذ الواحد منا عبده بما يفعله فيه، ولا أقبح من أن يعاقبه على ما لم يفعله. فلو لم يقل: إن هذا ظلم، لم يكن في تنزيه الله عن الظلم فائدة. إذ لا نعقل عن كونه ظالما إلا هذا. والجواب: إن الظلم هو التصرف في ملك الغير، وإذا كان [4] ما سوى الله تعالى لم يكن في تصرفه [في ملكه ظالما [5] ] فكيف يكون [الله [6] ] ظالما.
والله أعلم
(1) سورة يونس، آية: 44.
(2) سورة النحل، آية: 118.
(3) سورة ق، آية: 29.
(4) ما كان (م) .
(5) زيادة.
(6) زيادة.