فهرس الكتاب
الصفحة 2333 من 2479

الحجة الأولى: ما رواه الشيخان في الصحيحين بإسنادهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس. أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله عليه السلام: «احتج آدم وموسى. فقال موسى: يا آدم. أنت أبونا، وأخرجتنا من الجنة. فقال آدم يا موسى. اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده، تلومني على أمر قدره الله عليّ، قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟

فحج آدم موسى» وهذا الخبر مروي بطرق مختلفة. وفيها زيادات ونقصانات.

فإن قيل: هذا الحديث ضعيف. وبيانه من وجوه:

الأول: إنه روى هذا الحديث بطرق مختلفة فيها زيادات ونقصانات.

والواقعة واحدة. وذلك يدل على الضعف.

الثاني: إن صاحب شرح السنة، روى هذا الخبر بإسناد آخر. عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

«تحاجّ آدم وموسى. فقال له موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس فأخرجتهم من الجنة إلى الأرض» إلى آخر الحديث. والولد لا يجوز أن يشافه أباه بمثل هذا القول الغليظ، والإيذاء الشديد. قال تعالى: وبِالْوالِديْنِ إِحْساناً [1] وقال: فلا تقُلْ لهُما أُفٍّ [2] فكيف إذا كان الأب مثل آدم صلى الله عليه وسلّم، في كونه

(1) سورة الاسراء، آية: 23.

(2) سورة الإسراء، آية: 23.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام