فهرس الكتاب
الصفحة 712 من 2479

[279]الفصل السادس في إثبات كونه تعالى حكيما

اعلم [1] . أن الحكمة مفسرة بأمرين: أحدهما: الحكمة النظرية، وهي معرفة حقائق الأشياء. وعلم الله تعالى أكمل العلوم وأفضلها، فوجب أن تكون حكمته أفضل أنواع الحكمة، وأكملها. والثاني: الحكمة العملية، وهي عبارة عن الفعل المفضي إلى حصول المنفعة ودفع المضرة.

ثم نقول: إن كان المقصود من ذلك الفعل إيصال النفع إلى النفس، ودفع الضرر عن النفس، فهذا هو المسمى بداعي الشهوة، وإن كان المقصود من ذلك الفعل إيصال النفع إلى الغير ودفع الضرر عن الغير، فهذا هو المسمى بداعي الحكمة. ولما ثبت بالدلائل أن الله تعالى منزه عن الشهوة والنفرة، والألم واللذة. كانت داعية الشهوة ممتنعة الثبوت في حقه.

بقي الكلام في إثبات داعية الحكمة لله تعالى. فنقول: للفلاسفة في تقرير هذا المطلوب طريق. وللمعتزلة طريق آخر. ونحن نذكر كل واحد منهما على الوجه الأحسن [2] .

أما طريق الفلاسفة: فهو أنهم قالوا: إن العقل يحكم بأن الموجود. إما

(1) الفصل الثامن عشر [الأصل] .

(2) اللائق (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام