فهرس الكتاب
الصفحة 146 من 2479

[164]الفصل الثالث عشر في حكاية شبهات من يقدح في إثبات واجب الوجود لذاته

الشبهة الأولى: لو حصل في الوجود موجود واجب الوجود لذاته، لكان ذاتا قائما بالنفس، وكل ذات فإنه يساوي سائر الذوات في كونه ذاتا، وكل ما كان كذلك فهو ممكن الوجود لذاته، فواجب الوجود لذاته ممكن الوجود لذاته.

هذا خلف فيفتقر إلى تقرير هذه المقدمات: أما المقدمة الأولى: فهي أنه لو وجد موجود واجب الوجود لذاته، لكان ذاتا، والدليل عليه: أنه لو وجد واجب لذاته، لكان موجودا مستقلا بنفسه قائما بذاته، ولا معنى للذات إلا ذاك.

وأما المقدمة الثانية: فهي قولنا: كل ذات فإنها تساوي سائر الذوات، في كونها ذوات، والدليل عليه وجهان:

الأول: إن الذات يمكن تقسيمها إلى الواجب، وإلى الممكن، والمقارن [1] فمورد التقسيم مشترك بين الأقسام.

والثاني: إنا إذا اعتقدنا ذاتا، وشككنا بعد ذلك في أن تلك الذات واجبة، أو ممكنة، وجسمانية أو مفارقة. فإن شكنا في هذه الأمور، لا يزيل

(1) والمقارن (ز) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام