[388] الْعرْشِ، يُسبِّحُون بِحمْدِ ربِّهِمْ [1] وإذا عرفت هذا البحث في الفلك الأعظم، فاعرف مثله في سائر الأفلاك.
ثم إن أصحاب الطلسمات: أثبتوا لكل درجة من الدرجات الثلاثمائة والستين: روحا، يختص بها، إلا أن أثر ذلك الروح إنما [2] يقوى ويظهر، عند نزول الشمس في تلك الدرجة. وأثبتوا أيضا: أرواحا تدبر الأيام، وأرواحا أخرى تدبر الساعات. وأثبتوا لكل واحد منها نوعا من التأثيرات.
وأيضا: إن كرة الأرض مقسومة بأربعة أقسام: البحار، والجبال، والمفاوز، والعمرانات. وزعموا: أن المدبر لكل واحد من هذه الأقسام: روح من الأرواح [الفلكية [3] ] ثم زعموا: أن لكل واحد من البحار مدبرا على حدة.
وكذا القول في الجبال والمفاوز. وكذا القول أيضا في البلاد. فإنهم زعموا: أن لكل واحد منها مدبرا خاصا من الأرواح الفلكية. وزعموا: أن للنبات مدبرا، وللطير مدبرا، وللحشرات مدبرا. وكذا القول في السباع وفي البهائم. وهؤلاء زعموا: أن الملل والأديان دالة على هذا المعنى. ألا ترى في لسان صاحب الشريعة عليه السلام، أنه قال: «جبريل صاحب الوحي والعلم، وميكائيل صاحب الأرزاق، وعزرائيل ملك الموت» «وملك الجبال فلان، وملك البحار فلان» . ثم إن أصحاب الطلسمات زعموا: أن الواجب على الإنسان أن يشتغل بطاعة ذلك الروح، وبعباداته، وأن يتخذ له هيكلا، ويشتغل بعبادته.
ورأيت أكثر أهل الهند مطبقين على هذا المذهب. ويليق بهذا الموضع: أن نشرح مذاهب عبدة الأصنام. فنقول: إن العلم الضروري حاصل بأن الحجر المنحوت، والخشب المنحوت: لا يصلح لإلهية العالم. وما كان معلوم الفساد بالبديهة [4] امتنع إطباق الجمع العظيم عليه زمانا طويلا ودهرا مديدا. وعبادة
(1) الزمر 75.
(2) لا يقوى ولا يظهر إلا عند الخ (م) .
(3) من (طا، ل) .
(4) بالضرورة (ل) .