فهرس الكتاب
الصفحة 1236 من 2479

[67] ثم تعرض لها نسب وإضافات إلى الحركات، فيعرض لها بسبب تلك النسب والإضافات قبولها للمساواة والمفاوتة. وهذا القدر لا يوجب كون الزمان كما بالذات، ولا يقضي عليه بكونه سببا لا في ذاته، منقضيا بحسب أجزاء ماهيته. والذي يحقق هذا الكلام تجسّم مادة هذا الخيال. فإنا نعلم بالضرورة أن دوام ذات الله تعالى ألف سنة، أطول من دوام [ذاته [1] ] مائة سنة، ومن أنكر ذلك لم يلتفت إليه. فثبت: أن دوام ذاته قابل للمساواة [واللامساواة [2] ] لا يلزم منه كون ذاته [جسما [3] ] متحركا [4] . فكذا هاهنا.

الحجة الثالثة لهم: قالوا: الدليل على أن الزمان من لواحق الحركة: أنه كلما كان الشعور بالحركة أتم، كان الشعور بالزمان أتم. ولهذا السبب فإن المغتم بمرور الزمان قد يستطيله، والمستغرق بالطرب قد يستقصره. لأجل أن الأول شاعر بالحركات، والثاني غافل عنها. وأما في حق النائم فهو مثل ما بما يذكر في قصة أصحاب الكهف، فإنه لما لم يكن لهم شعور بالحركة، لا جرم لم يكن لهم شعور بالزمان.

فالجواب: إن النائم إنما لم يشعر بالزمان، لأن النوم مانع من الشعور مطلقا، لا لما قالوه من أن عدم شعوره بالحركة، اقتضى عدم شعوره بالزمان.

ثم نقول: هذا بالعكس أولى، فإنا بينا: أن الأعمى الجالس في البيت المظلم الذي لا يحس بشيء من الحركات، فإنه يكون شاعرا بمرور المدة والزمان.

(1) من (ط) ، (س) .

(2) ومن نازع فيه (س) .

(3) والمفاوتة (س) .

(4) سقط (ط، س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام