فهرس الكتاب
الصفحة 1447 من 2479

[112] انجر ذلك المعلاق إلى رأس البئر، انجرّ الدلو من أسفل البئر إلى أعلاه ففي الزمان الذي انتقل المعلاق الأعلى إلى رأس البئر وهو مقدار ذراع انتقل الدلو من أسفل البئر إلى أعلاه، وهو أربعة وستون ذراعا.

واعلم: أنا لو فرضنا طول البئر مائة ألف ألف ذراع، وعملنا العمل المذكور، فإنه حال ما يتحرك المعلاق الأعلى: شبرا، فإنه يجب أن ينتقل الدلو من الأسفل إلى الأعلى، مع كون تلك المسافة مائة ألف ألف ذراع.

وإذا عرفت ذلك، فهذا يدل على ثبوت المطالب الثلاثة: وهي انقسام المسافة أبدا، وانقسام الزمان أبدا، وحصول التفاوت في السرعة والبطء من غير تخلل السكنات.

الحجة الرابعة: إذا فرضنا سفينة تتحرك، إلى جانب. وفرضنا إنسانا كان في تلك السفينة، وهو يتحرك إلى ضد حركة السفينة. ففي الزمان الذي تحركت السفينة بمقدار جزء. إن تحرك الرجل بمقدار جزء، ذهب الزائد بالنقاص. فيلزم: أن يبقى الرجل واقفا في مكانه. وهذا هو السبب في وقوف الكواكب المتحيرة في الرؤية. وأما إن تحرك أكثر، لزم القول بالطفرة على قول البعض، والتفاوت في السرعة والبطء على قول الحكماء.

الحجة الخامسة: إن الشمس كلما تطلع، وصلت الأنوار في الحال إلينا، دفعة واحدة. والأنوار أجسام. وقطع هذه الأجسام، هذه المسافة العظيمة، في هذه اللحظة اللطيفة، لا يمكن إلا بالطفرة، أو لأجل أنه لا نهاية لمراتب السرعة.

الحجة السادسة: إنا إذا سددنا الكوة. خرجت الأجزاء النورانية، دفعة واحدة. وهذا لا يمكن إلا بالطفرة.

فهذه جملة الوجوه المذكورة في هذا الباب.

والقائلون بالطفر يتمسكون بها في إثبات الطفرة، والقائلون بحصول حركة، أسرع من حركة أخرى، مع خلوها عن مخالطة كل السكنات. قد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام