[242] وقد يعطي كثيرا مما منع الله منه. وهو خلاف الحديث.
الحجة السادسة والعشرون: عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
«ألا أعلمك كلمات تقولهن؟ اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» وجه الاستدلال: أن هذه الإعانة. إن كان المراد منها الإقدار والتمكين وإزاحة الأعذار، فالكل قد جعله الله، فلا فائدة في طلبه بالدعاء. وإن كان المراد شيئا آخر. فهو المطلوب.
الحجة السابعة والعشرون: عن معاذ بن جبل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلّم:
أخبرني بعمل يدخلني الجنة. فقال: «إنه ليسير على من يسره الله عليه» وجه الاستدلال: أن النص دل على أن التيسير الصادر من الله تعالى، يلزمه [1] اليسر في العمل، وحيث لا يحصل اليسر في العمل، علمنا: أنه لم يحصل التيسير من الله. استدلالا بعدم اللازم لعدم الملزوم. ثم إن التيسير بمعنى الإقدار وخلق العقل وإزاحة الأعذار: حاصل للكل، فوجب أن يكون المراد بهذا التيسير [2] المذكور هاهنا: شيء آخر. وذلك بخلق الدواعي إلى الطاعات، وخلق الصوارف عن أضدادها. وهو المطلوب.
الحجة الثامنة والعشرون: الخبر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم. أنه قال:
«ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن. إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه» وكان يقول: «يا مقلب القلوب. ثبت قلبي على دينك» «والميزان بيد الرحمن يرفع ويخفض» وعن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم كثيرا ما [3] يقول: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، فقيل له يا رسول الله: أتخاف علينا، وقد آمنا بك، وبما جئت به؟ فقال:
«إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها هكذا» وأشار إلى السبابة والوسطى، يحركهما.
(1) فإنه يلزمه (م) .
(2) التفسير (م) .
(3) لكثير أن (م) .