فهرس الكتاب
الصفحة 2358 من 2479

[240] وعمر هذه [المدة [1] ] مع جهلهما بهذه المسألة؟.

السؤال الثاني: إن صح متن هذا الخبر، فله تأويلان: أحدهما: إنهما اختلفوا في إطلاق اسم الشر على الآلام والأسقام والمحن فمنعه أبو بكر عن ذلك. لأنه وإن كان مؤلما، فهو خير للعبد. لما فيه من الأعراض. وأجازه عمر. فبين رسول الله: جواز ذلك، وأنها وإن كانت مصلحة، فهي شر بمعنى كونه مؤلما.

الثاني: إن المراد بالقدر: الكتابة. فكان أبو بكر يقول: يقدر الخير دون الشر، أي أن يكتب الخير في اللوح المحفوظ، ولا يكتب الشر. وعمر كان يقول يكتبهما.

فأما قوله: «لو شاء الله أن لا يعصى لم يخلق إبليس» فنقول: هذا ضعيف. لأنه عند المجبرة: وجود إبليس وعدمه سواء. فإن ثبت هذا الكلام، فمعناه: لو شاء الله أن لا يخلق من يعصيه، لما خلق إبليس. وهو رأس العصاة. فأشار إلى أنه تعالى كما يخلق من يعلم أنه يؤمن، كذلك يخلق من يعلم أنه يكفر وإنما يأتي المكلف بالكفر والايمان من قبل نفسه لا من قبل ربه. ويحتمل أيضا: أنه لو شاء أن يمتنع من المعصية جبرا، أو قسرا، لما خلق إبليس، مع علمه بأنه رأس الكفر. ولكنه تعالى أراد أن يؤمن العبد باختياره ليستحق الثواب. والله اعلم.

والجواب عن جميع هذه الأسئلة: إنا لا نطلب من التمسك بهذا الخبر، إلا الظن القوي. ولا شك أن كل ما ذكرتموه، وجوه مرجوحة ضعيفة. فهي لا تقدح في الظن.

الحجة الثالثة والعشرون: ما رواه البخاري في صحيحه بإسناده عن عمران ابن حصين. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم، فعلقت ناقتي، ودخلت. فأتاه نفر من بني تميم. فقال: «أقبلوا البشرى يا بني تميم» فقالوا: بشرتنا، فأعطنا. فجاءه نفر من أهل اليمن، إذ لم يقبلها إخوانكم بني تميم» فقالوا:

(1) من (م، ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام