فهرس الكتاب
الصفحة 226 من 2479

[245] الرابع عشر: قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل رأيت ربك؟

فقال: لا أعبد ربا لم أره. فقيل له: كيف رأيته؟ فقال: ما رأته [العيون بمشاهدة العيان، ولكن رأته] [1] القلوب بحقائق العرفان. فقيل له: صف ربك. فقال: إن ربي لطيف الرحمة، كبير الكبرياء، جليل الجلالة، قبل كل شيء، وليس له قبل، وبعد كل شيء، وليس له بعد، ظاهر لا بتأويل المباشرة، باطن لا بالمباعدة، سميع بلا آلة، بصير بلا حدقة، لا تحده الصفات، ولا تأخذه السنات، القدم وجوده، والأبد أزليته. الذي أيّن الأين. لا يقال له: أين، والذي كيّف الكيف، لا يقال له: كيف.

الخامس عشر: قيل لذي النون المصري: بم عرفت ربك؟ قال:

عرفت ربي بربي، ولولا ربي [أخبرني] [2] لما عرفت ربي.

واعلم أن معنى الكلام: أنه سبحانه غرس شجرة المعرفة في أراضي الأرواح، فهذه الشجرة أرضها الطاعة، وماؤها العبودية، وأغصانها الذكر، وثمرتها الفكر، فمن واظب على هذه الأعمال وجد هذه الآثار، ولولا أنه سبحانه ملأ الأرواح من معرفته، وأنار القلوب بمحبته، وإلا فكيف يليق بكف من التراب، معرفة رب الأرباب؟ وهذا الكلام الذي ذكره ذو النون مأخوذ من قول [النبي صلّى الله عليه وسلّم] [3] .

والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا، ولا صلينا السادس عشر: كان رجل مضطجعا في ظل شجرة فسقطت ورقة من تلك الشجرة على وجهه، فتعجب من كيفية تولد هذه الورقة الخضراء الناعمة من تلك الخشبة اليابسة الكثيفة، فقال: من الذي أنبت الورق على الشجر؟

[فنام فرأى في منامه كأن قائلا يقول: الذي أنبت الورق على الشجر] [4] هو

(1) من (س) .

(2) من (س) .

(3) من (ز) .

(4) من (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام