فهرس الكتاب
الصفحة 225 من 2479

[244] الثاني عشر: سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه [1] عن الدليل [فقال: الدليل عليه] [2] نقص العزائم، وفسخ الهمم، وتقرير هذا الدليل: هو أن الإنسان يسعى في تحصيل شيء من المطالب [على أقصى الوجوه] [3] ويتعذر عليه ذلك وقد لا يسعى في تحصيله البتة فيحصل. فلو كان حصول هذه الأحوال بسعيه، لوجب أن يحصّل ما سعى في تحصيله، وأن يمتنع ما سعى في امتناعه، ولما كان الأمر بالعكس من ذلك. علمنا: أن تدبير أحوال هذا العالم، وتقدير حوادثه يتعلق بحكمة موجود قهر بقدرته قدر العباد.

الثالث عشر: سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الدليل. فقال:

إن الناس يبالغون في تعظيم الأعاجم [حيث استخرجوا] [4] علم الشطرنج فإنهم وضعوا طريقا عجيبا، يظهر في الرقعة المختصرة أنواعا من اللعب والمماسات غير متناهية. ثم قال: وإن رقعة وجه الإنسان أصغر من رقعة الشطرنج، وإن تلك المماسات [5] الموضوعة في بيوت الشطرنج قد تنتقل من بيت إلى بيت، وأما الأعضاء الموضوعة في رقعة وجه الإنسان فإنها لا تنتقل عن أمكنتها. ثم مع هذه الأحوال، فإنك لا ترى إنسانين في المشرق، والمغرب يتشابهان في صورة الوجه البتة. وهذا يدل على كمال قدرة هذا الخالق المصور.

حيث أظهر الأنواع التي لا نهاية لها من التفاوت، في هذه الأجسام القليلة الموضوعة في هذه الرقعة الصغيرة.

واعلم أنك إذا وقفت على هذه الدقيقة علمت أنه لا يوجد إنسانان تتشابه صورتاهما البتة، ولا يوجد إنسانان تتشابه أحوالهما حتى أن كل واحد لا بد وأن يخالف صاحبه في الطبع والخلق والمشي وفي كور العمامة. وفي الخط، والكتابة، والحظ من السعادة والشقاوة. وهذا باب واسع وبحر لا ساحل له.

(1) كرم الله وجهه (س) .

(2) من (س) .

(3) من (ز) .

(4) من (س) .

(5) المناسبات (ز) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام