[272] والانجذاب إلى العالم أتم وأكمل. ولا شك أن في هذه الحالة منفعة عظيمة شريفة [عالية مرغبة [1] ] في الاشتغال بالدعاء.
الفائدة الثانية: لا شك أنه كما يعتبر في حصول الأثر، حال الفاعل، فكذلك يعتبر حال القابل. وأيضا: فتأثيرات تلك العلل العالية في حوادث هذا العالم، لا شك أنها موقوفة على شرائط حادثة، وإلا لدامت الآثار لدوام تلك المؤثرات.
إذا عرفت هذا فنقول: إنه لا يمتنع أن يكون تكيف نفس الداعي بالكيفية الحاصلة عند الدعاء كان شرطا لفيضان تلك الآثار عن تلك العلل العالية، فعند حصول هذه الحالة، تحدث تلك الآثار عن تلك العلل العالية.
ولا يمتنع أيضا أن يقال: إن نفس الداعي عند الاستغراق في الدعاء، يظهر فيها نور من أنوار عالم الغيب، وأثر من آثار تلك الأرواح القاهرة. وحينئذ تقوى جوهر النفس البشرية، ويحصل لها استعلاء في تلك الحالة، وبواسطة تلك القوة [والقدرة [2] ] يحصل ذلك الحادث المطلوب.
الفائدة الثالثة: إنا قد ذكرنا: أن لكل واحدة من هذه النفوس البشرية روحا من الأرواح العالية الفلكية، وتكون هذه النفوس البشرية بالنسبة إلى تلك الروح [3] كالأولاد بالنسبة إلى الأب. وكالعبيد بالنسبة إلى المولى، فإذا أخذت النفس في التصفية عن العلائق الجسدانية، ثم بالغت في الدعاء والتضرع، انجذبت هذه النفوس إلى تلك الروح الفلكي، الذي هو الأصل والمعدن والمنبع. وبسبب ذلك الانجذاب والاتصال يحصل في جوهر هذه النفس البشرية: قوة وقدرة وسلاطة على هيولى العالم العالم الأسفل، فحينئذ تحصل آثار عجيبة وأحوال غريبة.
إذا عرفت هذا فنقول: اجتماع الجمع العظيم على الدعاء الواحد في
(1) سقط (ل) .
(2) من (س) .
(3) الأرواح (م، س) .