فهرس الكتاب
الصفحة 1690 من 2479

[156] معتدلا، فعند استيلاء الغضب على القلب قوي الحرارة، وكان الدماغ معتدلا، فعند استيلاء الغضب على القلب، فإن الدماغ المعتدل يمنعه عن الإفراط في العمل، وإما إن كان القلب، ضعيف الحرارة، فصاحبه يكون جبانا. إلا أنه إذا كان الدماغ معتدلا، فالعقل قد يحمله على أفعال الشجاعة، وإن كان الجبن حاصلا في القلب.

والقسم الثالث: وهو القوة الشهوانية الكبدية: فاعلم أن الشهوة. إما في المأكول والمشروب، أو في الفرج [1] أما الشهوة في المأكول والمشروب. فنقول: البدن، إما أن يكون كبيرا، وإما أن يكون صغيرا، وكذلك المعدة إما أن تكون كبيرة أو صغيرة، وأيضا: فإن الإحساس بالجوع إنما يحصل بسبب أن بين الطحال، وبين فم المعدة مجرى ينصب فيه قسط من السوداء الطبيعية إلى فم المعدة، فيحصل هناك لذع ودغدغة. وذلك هو الإحساس بالجوع.

إذا عرفت هذا فنقول: ذلك المجرى إما أن يكون واسعا أو ضيقا. وإذا عرفت هذا فنقول: إن كان البدن كبيرا، والمعدة كبيرة، وكان ذلك المجرى واسعا، فإنه يكثر جوع هذا الإنسان، لأن البدن الكبير يتحلل منه أجزاء كثيرة، والمعدة الكبيرة متسعة للغذاء الكثير، والسوداء الكثيرة المنصبة في ذلك المجرى الواسع توجب الإحساس العظيم بالجوع، فلما اجتمعت هذه الأسباب، عظم الجوع.

فهذا الإنسان يأكل مقدارا كبيرا في المرة الواحدة، ويكفيه ذلك زمانا [2] مديدا، وإما إن كان البدن صغيرا، والمعدة صغيرة، والمجرى ضيقا. فههنا يقل الجوع. لأن البدن لما كان صغيرا، كان المتحلل منه قليلا، ولما كانت المعدة صغيرة لم تتسع للطعام الكثير، ولما كان المجرى ضيقا لم ينصب إلى فم المعدة إلا القليل من السوداء، فعند اجتماع هذه الأسباب يقل الجوع.

(1) الجماع (م) .

(2) أياما (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام