فهرس الكتاب
الصفحة 1689 من 2479

[155] على مقاومة القلب. فحينئذ يكثر الطيش والغضب.

وأما إذا كانت الرأس كبيرة، والبدن صغيرا، فحينئذ يكون كبر تلك الرأس، بسبب الرطوبات الفصلية، وهذا الإنسان يكون قليل الفهم ضعيف القلب، مختل الأفعال.

فهذه الوجوه الأربعة هي الأسباب المزاجية الموجبة لاختلاف حال النفوس في كيفية الإدراكات.

وأما القسم الثاني وهو القوة الحيوانية القلبية: فاعلم أنه كما حصل في الدماغ بطون ثلاثة [فكذلك حصل في القلب بطون ثلاثة [1] ] فالبطن الأيسر منه يتولد فيه أجسام لطيفة روحانية، تسري في الشريانات، إلى أقاصي البدن، وتلك الأرواح تفيد الأعضاء قوة الحياة، والحرارة الغريزية. وبهذه القوة يحصل الفرح والغم والغضب.

وإذا عرفت هذا فنقول: هذه الحرارة. إن كانت قوية حصل التهور، وإن كانت ناقصة حصل الجبن، وإن كانت معتدلة حصلت الشجاعة التي هي الصفة المحمودة، وهكذا القول في النشاط والكسل، والسرعة والإبطاء في الأفعال والأقوال.

واعلم: أن هذه القوة حاصلة للسباع، إلا أنها خالية عن القوة النطقية المانعة، فلا جرم إذا حصلت هذه الأحوال للسباع، أقدمت على الفعل بأقصى الوجوه. أما الإنسان فله العقل الوازع من مقتضيات الطبيعة.

وإذا عرفت هذا، فنقول: إنه إذا كان القلب والدماغ معتدلين، حصلت هذه الأفعال على أصوب الوجوه وأحسنها، خالية عن الزيادة والنقصان. وإن كانا غير معتدلين. فإن كان ذلك لأجل استيلاء الحر عليهما:

عظم الطيش والشطط، وإن كان بسبب استيلاء البرد عليهما عظم الجبن والخوف وقلّت الحمية. وأما إن كان القلب قوي الحرارة، وكان الدماغ

(1) سقط (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام