فهرس الكتاب
الصفحة 1323 من 2479

[162] الجسم المتخلخل، لا بد وأن يمتد [1] من الخارج إلى الداخل، فحين يكون طرفه متصلا بطرف ذينك السطحين، يكون الوسط خاليا عنه، وحينئذ يحصل المطلوب [والله أعلم [2] ].

الحجة الخامسة: إن الإنسان قد ينفخ في الزقّ نفخا شديدا بحيث لا يمكنه أن يزيد على ذلك النفخ، ثم يسد رأس ذلك الزق سدا وثيقا، ثم إنه بعد ذلك لو حاول غرز المسلّة الواحدة فيه أو الأعداد الكثيرة من المسلات في ذلك الزق، أمكنه ذلك. ولولا أنه حصل في داخل ذلك الزق [المنفوخ [3] ] خلاء كثير، وإلا لما أمكن ذلك، لأنه [يلزم [4] ] تداخل الأجسام. فإن قيل:

لعل المسلة إنما نفدت في ذلك الزق، لأن عند حصول ذلك الغرز، يتمدد جرم الزق [ويتسع، فيحصل لتلك المسلة مكان في داخل ذلك الزق [5] ] المنفوخ، أو يقال: لعله حصل عند غرز المسلة في الزق، خروج بعض أجزاء الهواء المنفوخ فيه من مسام ذلك الزق. وحينئذ يتسع داخل ذلك الزق لنفوذ المسلة فيه. أو يقال: ثبت أن الأجسام قابلة للتخلخل والتكاثف، فلعل عند غرز المسلة تكاثف ذلك الهواء المنفوخ في الزق وانقبض، فحصل للمسلة المغروزة في ذلك الداخل مكان. وإذا كانت هذه الاحتمالات قائمة، امتنع الاستدلال بإمكان غرز المسلة في الزق المنفوخ على حصول الخلاء داخل ذلك الزق.

والجواب عن الأول. إنا نفرض الكلام فيما إذا بالغ الإنسان في تمديد الزق، قبل أن ينفخ فيه، ثم بالغ في النفخ مبالغة لا يمكنه أن يزيد عليها.

فههنا لا شك أن أجزاء الزق قد تمددت بسبب المبالغة في التمديد أولا، والنفخ ثانيا. فلو حصل بسبب غرز المسلة فيه تمدد أزيد مما كان، لما حصل ذلك إلا بعد قوة شديدة وتكلف عظيم. لكنا نعلم بالضرورة أنه لا يحتاج في هذا الغرز إلى قوة شديدة، فبطل هذا الاحتمال.

(1) يكون (س) .

(2) سقط (م) .

(3) سقط (ط) .

(4) سقط (س) .

(5) سقط (ط) ، (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام