فهرس الكتاب
الصفحة 1091 من 2479

[332] كذلك، لا جرم صار موضعها في الفلك المتوسط. كما أن دار الملك، يجب أن تكون في وسط المملكة.

وبيانه: أن جملة العالم إحدى عشرة كرة، خمسة منها فلك الشمس.

وهي: فلك المريخ، والمشتري، وزحل، وفلك الثوابت، والفلك الأعظم.

وخمسة أخرى في داخل فلك الشمس. وهي: فلك الزهرة، وعطارد، والقمر، ثم الكرة اللطيفة وهي النار والهواء، والكرة الكثيفة وهي الماء والأرض. فلما كانت الشمس كالسلطان لعالم الأجسام، لا جرم جعل مكانها في وسط كرات العالم.

والوجه الثاني: أن القمر يزداد نوره وينتقص، بسبب قربه من الشمس، وبعده عنها. وكثيرون من الناس يزعمون: أن أنوار سائر الكواكب مقتبسة من الشمس. ولولا أن جرم القمر ليس نوره نورا ذاتيا، بل عرضيا مستفادا من الشمس، وإلا لما عرض له الخسوف. [ولولا الخسوف [1] ] لتعذر معرفة موضعه الحقيقي من الفلك، بسبب ما يحصل فيه من اختلاف المنظر، لأجل قربه من الأرض. ولو لم يعرف الموضع الحقيقي للقمر، لتعذر معرفة المواضع الحقيقية لسائر الكواكب. فكان حصول الخسوف للقمر، كالمفتاح لمعرفة مواضع الأجرام النيرة الفلكية.

والوجه الثالث: أن الشمس إذا ظهرت، اختفت بكمال شعاعها سائر الكواكب، إلا أنها وإن خفيت، إلا أن قوتها باقية. ولذلك فإنه يكون يوم من الصيف، أحرّ من يوم آخر. وما ذاك إلا بسبب أن الشمس إذا قارنت في سيرها [2] كوكبا حارا، فإنه يزداد حر الهواء، وبالضد منه في جانب البرد.

والوجه الرابع: إنا نرى جميع الحيوانات في الليل، كالميتة. فإذا طلع نور الصبح [3] ظهرت في أجساد الحيوانات، نور الحياة. فيجري هذا، مجرى

(1) من (ط) .

(2) ممرها (ط) .

(3) الشمس (ط، س)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام