فهرس الكتاب
الصفحة 658 من 2479

[224] الصفة. وثالثها: التعلق الحاصل بين تلك الصفة وبين ذلك المعلوم.

ومنهم من زعم أن العلم صفة توجب العالية ثم إنهم أثبتوا تعلقا بين العالم وبين المعلوم، ولا أعرف كيفية مذاهبهم فيه. فإنه يحتمل أن يقولوا:

العالمية هي المتعلقة بالمعلوم لا العلم، ويحتمل أن يقولوا: العلم هو المتعلق بالمعلوم، لا العالمية. وعلى هذه التقديرات فقد أثبتوا أمورا أربعة: الذات، والعلم، والعالمية، والتعلق. ولا يبعد أن يثبتوا التعلق للعلم وللعالمية أيضا.

(وعلى هذا التقدير فقد أثبتوا أمورا خمسة.

وأما نحن فلا نثبت إلا أمرين الذات) [1] والنسبة، المسماة بالعالمية، وندعي أن هذه النسبة ليست نفس الذات، بل هي أمر زائد على الذات، موجود في الذات. وهذا هو البحث عن المعقول الصرف.

فأما المباحث اللفظية فهي أمور: أحدها: أن تلك الصفات، هل يقال: إنها مغايرة للذات أم لا، بل هي لا نفس الذات ولا غيرها؟

وثانيها: أن هذه الصفات هل توصف بكونها قدماء أم لا؟

وثالثها: أن تلك الصفات هل توصف بأنها أعراض أم لا؟

ورابعها: أنها هل توصف بأنها قائمة بالذات أو حالة في الذات، أو موجودة في الذات، أو يجب الامتناع من كل هذه الألفاظ، إلا أنه يقال: إنها موجودة بالذات؟ فجميع هذه المباحث لفظية لا معنوية.

إذا عرفت هذا فنقول: المشهور أن الفلاسفة والمعتزلة ينكرون الصفات [2] وأما الصفاتية فإنهم يثبتونها.

(1) من (م) .

(2) المعتزلة لا ينكرون الصفات. وكيف ينكرون صفة القدرة، وهم يقرءون في القرآن إِنّ

اللّ

هـ

ع

لى

كُلِّ ش

يْءٍ ق

دِيرٌ؟ ولهم كتب في علم التوحيد مثل شرح الأصول الخمسة، والمغني. والمجموع في المحيط بالتكليف فيها: إثبات الصفات، وهي للقاضي عبد الجبار وتفسير القرآن للزمخشري فيه تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين. وللقاضي عبد الجبار أيضا: كتاب تنزيه القرآن عن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام