فهرس الكتاب
الصفحة 419 من 2479

[111] وقوع التغير وذلك محال بالاتفاق، فوجب أن يكون حدوث تلك الصفة في ذات الله تعالى محالا. ولقائل أن يقول: إن عنيتم بهذا التغير حدوث صفة في ذات الله تعالى، بعد عدمها. فهذا يفيد إلزام الشيء على نفسه، وذلك لا يفيد، وإن عنيتم به وقوع التبدل في نفس تلك الذات المخصوصة، فمعلوم أن هذا غير لازم. فيثبت أن هذا الكلام ضعيف.

وأما القائلون بحدوث الصفات فقد بنوا كلامهم على مسائل: أحدها:

أنه تعالى عالم بالجزئيات، والعلم يجب تغيره عند تغير المعلوم، وهذا يقتضي حدوث العلوم في ذات الله. وثانيها: أنه تعالى مريد وثبت أن القصد إلى إحداث الشيء، لا يحصل إلّا حال الإحداث، وهذا يقتضي حدوث الإرادة، لكن الإرادة والمريدية صفة لله فيلزم حدوث هذه الصفة في ذات الله. وثالثها:

إنه تعالى سميع بصير، وسماع الكلام قبل حدوثه محال، وإبصار الصورة قبل حدوثها محال فيثبت: أن ذلك السماع إنما حدث عند حدوث ذلك الصوت، وأن ذلك الإبصار إنما حدث عند حدوث ذلك المرئي. وأما الدلائل الدالة على أنه لا يحدث في ذات الله تعالى شيء، فهي بأسرها مشكلة الصفات الإضافية.

فإنا قد بينا: أنه لا بدّ من الاعتراف بحدوثها، مع أن الدلائل التي ذكرتموها قائمة فيه. [وهذا آخر هذه المسألة، والله أعلم [1] ]

(1) من (و) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام