فهرس الكتاب
الصفحة 271 من 2479

[291] الاشتراك اللفظي فقط. والثاني قول من يقول: لفظ الموجود يفيد مفهوما واحدا، إلا أنه في حق واجب الوجود لذاته، وجودا مجردا، أعني أنه وجود بشرط كونه غير عارض لشيء من الماهيات، بل يكون وجودا قائما بنفسه، وبهذا التقدير يكون وجود الله تعالى نفس حقيقته. والثالث: قول من يقول:

إن الوجود صفة من صفات حقيقة الله تعالى، ونعت من نعوت ماهيته، وبهذا التقدير فوجود الله غير ماهيته. وهذه الأقوال الثلاثة قد ذهب إلى كل واحد منها عالم من الناس. فالأول: قول طائفة عظيمة من المتكلمين كأبي الحسن الأشعري، وأبي الحسين البصري. والثاني: هو القول الذي اختاره أبو علي بن سينا في جميع [كتبه] [1] والثالث: قول طائفة عظيمة من المتكلمين، وهو الذي نصرناه في أكثر كتبنا. ويجب على العاقل أن يتأمل في هذا التقسيم الذي ذكرناه حتى يعلم يقينا أن هذه الأقوال الثلاثة لا مزيد عليها البتة. ونقول: أما القول الأول وهو أن لفظ الموجود واقع على الواجب لذاته، وعلى الممكن لذاته، لا بحسب مفهوم واحد، بل بحسب الاشتراك اللفظي فقط. فنقول: إنا قد دللنا في مسائل الوجود على فساده، ولا بأس بإعادة بعض تلك الوجوه في هذا المقام، فنقول: الذي يدل على فساده وجوه: الأول: إن بديهة العقل حاكمة بأن الوجود لا يقابله إلا العدم، وإن العدم لا يقابله إلا الوجود، فوجب أن يكون الوجود مفهوما واحدا، كما أن العدم مفهوم واحد، حتى يصح ذلك التقابل بينهما.

الثاني: إن الوجود يصح تقسيمه إلى الواجب، وإلى الممكن والجوهر والعرض، ومورد التقسيم مشترك بين كل الأقسام.

الثالث: إن اعتقاد كونه موجودا، لا ينافيه اعتقاد كونه واجبا أو ممكنا أو جوهرا أو عرضا، فوجب أن يكون المفهوم من كونه موجودا فيه قدر مشترك بين الكل.

(1) من (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام