فهرس الكتاب
الصفحة 27 من 2479

[42] بذلك الشيء، ولذلك فإنه يقول: أدركت هذا الشيء وعرفته، إلا أن علمه بكونه عالما بذلك الشيء، مسبوق بعلمه بذاته المخصوصة (لأن من لا يعلم ذاته، كيف يمكنه أن يحكم عليها بكونها عالمة بذلك المعلوم) [1] ؟ وكذلك فإنهم قالوا: كل تصديق فإنه مسبوق بتصور، ومن الظاهر أن الشرط سابق [2] بالرتبة على المشروط وهذا يدل على أن علم كل أحد بأي معلوم كان، مشروط بعلمه بذاته المخصوصة (ومسبوق بعلمه بذاته المخصوصة) [3] فيثبت أن علم كل أحد بذاته سابق على علمه بكل ما يغاير ذاته، سواء كان ذلك العلم من البديهيات الجليات، أو من الكسبيات، والسابق على جملة الجليات [4] أولى بكونه جليا بديهيا. فثبت بهذا البرهان: أن علم كل أحد بذاته المخصوصة، أجلى العلوم وأجلها وأظهرها وأقواها.

المقدمة الثانية في تقرير أن علم كل أحد بذاته المخصوصة علم في غاية الصعوبة والخفاء: والذي يدل عليه أن المشار إليه لكل أحد بقوله: أنا إما أن يكون هو هذا الهيكل المشاهد، أو يكون جسما من الأجسام الموجودة داخل هذا الهيكل، أو يكون صفة من صفات هذا الهيكل، أو يكون جوهرا مجردا عن هذا البدن وعن علائقه. وهذه الأقسام الأربعة قد حارت عقول العقلاء فيها، ودارت رءوسهم في تعيينها، ومن تأمل في مباحث كلام النفس يجد أن هذه المسألة قد بلغت في الصعوبة إلى الغاية القصوى. فثبت أن هذا العلم صعب غامض.

المقدمة الثالثة: إنا قد بينا أن أظهر المعلومات هو علم كل أحد بذاته المخصوصة ونفسه (المعينة) [5] وبينا أنه مع كونها أظهر المعلومات، فقد بلغ العلم بها إلى الغاية (القصوى) [6] . في الصعوبة والخفاء والغموض. وإذا ثبت

(1) من (ز) .

(2) يتقدم (س) .

(3) من (ز) .

(4) البديهيات (س) .

(5) من (ز) .

(6) من (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام