[371] قالوا: أاشتهر عن أبي بكر الصديق، أنه لما سأل عن معنى الكلالة. قال:
«أقول فيها برأيي. فإن يك صوابا فمن الله، وإن يك خطأ فمن الشيطان والله ورسوله منه بريئان» وهذا تصريح منه بأن ذلك الخطأ ليس من الله. قال أصحابنا: المراد منه: أن ذلك ليس من الله ومن رسوله، بمعنى الحكم والقضاء به. فأما أن يكون المراد أنه ليس منه بمعنى الخلق والتكوين، فممنوع. وتمام الكلام هاهنا، كما في قوله تعالى: ويقُولُون هُو مِنْ عِنْدِ اللهِ. وما هُو مِنْ عِنْدِ اللهِ [1] .
ب وأما عمر بن الخطاب فيروي أن كاتبه كتب: «هذا ما أرى الله عمر» فقال للكاتب: امحه. فمحاه. فقال: «اكتب هذا ما رأى عمر» قال الأصحاب: قوله: «هذا ما أرى الله عمر» لا يصدق إلا فيما عرف بنص.
ولهذا السبب غيره.
ج قالوا: ونقل عنه أنه لما أخذ له سارق. وقال له: لم سرقت؟ قال له: بقضاء الله. قطع يده وجلده [2] وقال: «هذا لسرقتك، وهذا لافترائك
(1) سورة آل عمران، آية: 78.
(2) ضربة ثلاثين سوطا.