[321] قال تعالى: أتأْمُرُون النّاس بِالْبِرِّ، وتنْسوْن أنْفُسكُمْ [1] ؟ فلما عاب عليهم قولهم إن ولدا للرحمن [فالذي [2] ] خلق ذلك [القول [3] ] فيهم يكون العبث عليه ألزم. لو أن قائلا قال: تأملوا قبح قولهم إن للرحمن ولدا، ومن قبحه انفطرت السموات وانشقت الأرض فانهدت الجبال [ثم مع ذلك [4] ] فإني أنا الذي فعلت ذلك، وخلقته فيهم وقضيته عليهم وأردته منهم. لقال الناس: ما أشد حماقة هذا القائل، وما أقبح صنعه. وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يليق هذا برب العالمين؟
والجواب: إن عندنا مجموع القدرة والدّاعي، موجب للفعل، وعلى هذا التقدير فهذه الإلزامات ساقطة عنا. وأيضا: فالوجوه الاثني عشر المذكورة دالة على وقوع تكليف ما لا يطاق، وكل ذلك يبطل هذه الكلمات.
والله أعلم
(1) سورة البقرة، آية: 44.
(2) من (ط، ل) .
(3) من (م، ل) .
(4) من (ط) .