فهرس الكتاب
الصفحة 2390 من 2479

[277] الاعتبار عبثا محضا. فثبت بما ذكرنا: أن المقصود من بعثة الأنبياء وإنزال الكتب عليهم: ليس إلا هذه الأمور، وثبت: أنها بأسرها لا تقرر إلا على القول بالعدل، وإبطال القول بالجبر والجور. فثبت: أن جميع كتب الله ناطقة بفساد القول بالجبر [1] .

(1) في التوراة: «إن هذه الوصية التي أوصيك بها اليوم، ليست عسرة عليك. ولا بعيدة منك.

ليست هي في السماء، حتى تقول: من يصعد لأجلنا إلى السماء ويأخذها لنا ويسمعنا إياها، لنعمل بها. ولا هي في عبر الحبر، حتى تقول: من يعبر لأجلنا البحر ويأخذها لنا ويسمعنا إياها، لنعمل بها. بل الكلمة قريبة منك جدا. في فمك وفي قلبك لتعمل بها»[تثنية 30:

ومعلوم أن أالوصية هي الشريعة. ب والغرض من الشريعة: العمل بها. ت والعمل بها يستلزم أن يكون الإنسان قادرا على الفعل، وقادرا على الترك.

وفي الإنجيل: يستدل المسيح عليه السلام بنص التوراة السابق على كون الإنسان حرا. يقول المسيح: «أما كون الإنسان حرا، فواضح من كتاب موسى. لأن إلهنا عند ما أعطى الشريعة على جبل سيناء. قال هكذا: «ليست وصيتي في السماء لكي تتخذ لك عذرا قائلا: من يذهب ليحضر لنا وصية الله؟ ومن يا ترى يعطينا القوة لنحفظها؟ ولا هي وراء البحر، لكي تعد نفسك كما تقدم. بل وصيتي قريبة من قلبك، حتى إنك تحفظها متى شئت» الخ [برنابا 164] .

وفي إنجيل لوقا يقول المسيح: «ولا تبتدءوا تقولون في أنفسكم: لنا إبراهيم أبا. لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم. والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا، تقطع وتلقى في النار» [لوقا 3: 98] .

وبولس قد حرف نص التوراة عن مواضعه النص الذي استدل به المسيح على الحرية بقوله:

إن المراد من وصية الله هي الإيمان بالمسيح ربّا مصلوبا. وأما العمل فإنه غير واجب على الإنسان إذا آمن بالمسيح، لأن المسيح ألغى الأعمال بصلبه فداء عن الخطايا. وتفسير بولس باطل لأنه إذا ألغى الأعمال ونادى بأن المسيح هو الإله الخالق للعالم. فإن يكون داعيا إلى هدم الشريعة من أساسها [انظر الرسالة إلى أهل رومية] .

وفي القرآن الكريم يقول تعالى: وما يُضِلُّ بِهِ إِلّا الْفاسِقِين أي من كانت نيته متجهة إلى الضلال واستحب الضلال على الهدى. فإن الله يضله. ولقد سأل المسيح عن سبب ضلال الله لفرعون. فأجاب بقوله: «إنما فعله لأنه نكل بشعبنا وحاول أن يبغى عليه بإبادة كل الأطفال الذكور من إسرائيل، حتى كاد موسى أن يخسر حياته» [برنابا 66] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام