فهرس الكتاب
الصفحة 228 من 2479

[247] أما كان يزيد حاله حينئذ على هذه الأحوال الموجودة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهذه الأحوال وجب أن تكون دالة على أن لها [إلها] [1] مدبرا حكيما.

التاسع عشر: روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من عرف نفسه فقد عرف ربه» وجاء في التوراة: «يا إنسان اعرف نفسك تعرف ربك» [2] وعند هذا قال أهل التحقيق: من عرف نفسه فقد عرف ربه، لا بطريق المساواة بل بطريق المخالفة، يعني من عرف نفسه بالحدوث، عرف ربه بالقدم، ومن عرف نفسه بالامكان عرف ربه بالوجوب.

ومن عرف نفسه بالتركيب [والتأليف] [3] عرف ربه بالوحدانية والفردانية ومن عرف [نفسه] [4] بالجهل والعجز والحاجة، عرف ربه بالعلم والقدرة والاستغناء. وعلى هذا الباب فقس.

العشرون: روي أن الموفق بالله لما حجّ، وكان قد حضر عنده جمع من المنجمين مثل أبي معشر البلخي، وما شاء [5] الله وغيرهما. فقال لهم: إني اسمع أنكم تدعون أن الإنسان يضمر في قلبه ضميرا، وأنتم تستخرجون ضميره [6] وأنا أضمرت الآن ضميرا فاستخرجوه. ثم إن أولئك المنجمين استخرجوا طالع الوقت، وقال كل واحد منهم كلاما، فلم يوافق كلام أحد منهم. فقال أبو معشر البلخي: أضمرت ذكرت الله. فقال: صدقت.

فأخبرني كيف عرفت؟ فقال: لأنك لما أضمرت أخذت ارتفاع الوقت [7] فوجدت نقطة الرأس وسط السماء، ونقطة الرأس شيء لا يرى ذاته، ويرى آثار خيره ورحمته [ووسط السماء أرفع موضع في الفلك. فعرفت أنك أضمرت ذكر موجود لا ترى ذاته ويرى آثار خيره ورحمته [8] ] وذلك الموجود هو أرفع

(1) من (ز) .

(2) يحتمل أن المعنى من إرمياء 11: 18.

(3) من (ز) .

(4) من (ز) .

(5) الكلمة غير واضحة.

(6) سقط (س) وبدلها الضمير [انه] .

(7) الارتفاع (ز) .

(8) من (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام