[180] مناسبة[له فعند طلوع تلك الدرجة، يجب أن يتخذ فيه تمثال من الجنس الذي يناسب ذلك الكوكب من الأجساد السبعة، ويبالغ في تجويد صنعته. وطريق ذلك: أن يكون قد هيأ بين يديه آلة التفريغ، وإذابة الجسد. فإذا حضر الوقت المعين، أفرغه في القالب الذي أعده له، وليكن ذلك الإنسان عند ذلك العمل منفردا لا يكون معه غيره، وليبخر بالبخورات المختصة بذلك الكوكب.
وإن أردت عمل خاتم فليكن فصه من جوهر ذلك الكوكب، ومما له خاصية في تحصيل ذلك المطلوب. ومثاله: إذا أردت عمل طلسم لإيقاع العداوة، فقصدت عطارد في برج مناسب، ودرجة مناسبة [1] ] ونظير من كوكب مناسب لهذا العمل، ولما علمت: أن عطارد يدل على [حجر اللازورد [2] فاتخذ من الفصوص ما كان أزرق في اللون، وعلمت: أن حجر الخماهن له خاصية في إيقاع العداوة [3] ] فاتخذ الفص منه، وانقش عليه الصورة المناسبة لذلك المطلوب. وهي: صورة إنسانين يقتتلان، ثم استعمل بخورات عطارد فيه.
وإن أردت عمل طلسم لإيقاع بلاء بإنسان وتمريضه، فاطلب حلول زحل في الدرجات المناسبة لهذا العمل، واتخذ تمثالا على هيئة ذلك الإنسان، واعتمد في ذلك الوقت أن تفسد عضوا من أعضائه، وموضعا من جسده فإنك إذا فعلت ذلك، فسد ذلك العضو من ذلك الإنسان.
فذلك هو الكلام في اتخاذ التماثيل والخواتيم.
ومن الناس من طعن في هذا النوع من العمل. وقال: إنه عبث لا فائدة فيه. بل الاقتصار على المناسبات النجومية، والأوهام النفسانية: كافية. قال جابر [4] بن عبد الله بن حيان: «هذا الطعن غلط، لأن حدوث تلك الصورة عند طلوع ذلك الكوكب يجري مجرى ولادة الولد، عند طلوع الكوكب، فكما أن هناك تسري قوة الكوكب الطالع، والدرجة الطالعة في ذلك المولود، فكذا
(1) من (ل) .
(2) الحجر الأزرق (ت) .
(3) من (ل) .
(4) جابر بن حيان (ل) .