فهرس الكتاب
الصفحة 2048 من 2479

[110] إلى ما في نفوسها من الغرائب. فنبه بهذين الضابطين على ما لا نهاية له من العجائب والغرائب، ثم أتبعه بذكر الدلائل المأخوذة من النبات، وهو قوله:

والّذِي أخْرج الْمرْعى، فجعلهُ غُثاءً أحْوى.

ولما قرر أمر الإلهيات، أتبعه بتقرير أمر النبوات. وقد علمت أن كمال حال الأنبياء عليهم السلام. في حصول أمور أربعة: أولها: كمال القوة النظرية [1] وثانيها: كمال القوة العملية. وثالثها: قدرته على تكميل القوة النظرية لغيره. [ورابعها: قدرته على تكميل القوة العملية التي لغيره [2] ] ولا شك أن كمال حاله في القوتين [مقدم على قدرته على تكميل غيره في هاتين القوتين [3] ] ولا شك أن القوة النظرية أشرف من القوة العملية. فهذا البيان يقتضي أن يقع الابتداء أولا بشرح قوته النظرية. وثانيا بشرح قوته العملية.

وثالثا: بكيفية حاله في القدرة على تكميل القوة النظرية التي للناقصين ورابعها:

كيفية حالة في القدرة على تكميل القوة العملية التي للناقصين [4] ] فإذا ظهر كماله في هذه المقامات الأربعة، فحينئذ يظهر أنه بلغ في صفة النبوة والرسالة إلى الغاية القصوى.

إذا عرفت هذا فنقول: إنه تعالى لما ذكر أصول الإلهيات، وأراد الشروع في صفات النبوة، بدأ أولا بكمال حاله في القوة النظرية، فقال: سنُقْرِئُك فلا تنْسى يعني: أن نفسك نفس قدسية آمنة من الغلط والنسيان إِلّا ما شاء اللهُ أن يحصل بمقتضى الجبلة الإنسانية، والطينة البشرية. ثم أتبعه ببيان كمال حاله في القوة العملية فقال: ونُيسِّرُك لِلْيُسْرى ومعناه: أنا نقوي دواعيك في الأعمال التي تفيد اليسر والسعادة في الدنيا والآخرة. ثم لما بين كمال حاله في هذين المقامين، أتبعه بأن أمره بأن يشتغل بتكميل الناقصين، وإرشاد المحتاجين، فقال: فذكِّرْ إِنْ نفعتِ الذِّكْرى فقوله:

فذكِّرْ أمر له بإرشاد الناقصين، وقوله: إِنْ نفعتِ الذِّكْرى [تنبيه على

(1) العلمية (ت) .

(2) سقط (ت) .

(3) سقط (ت) .

(4) من (ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام