[28] العقل وتقبيحه معتبرا في أفعال الله تعالى وفي أحكامه، وجب الجزم بفساد التكليف، وبفساد بعثة الأنبياء والرسل.
وأما القول [1] الثاني: وهو أن يكون الحق هو أن تحسين العقل وتقبيحه باطل، وغير معتبر في أفعال الله تعالى وفي أحكامه. فنقول: فعلى هذا التقدير، كان القول بفساد التكليف والبعثة: أظهر. لأن على هذا التقدير، لا يمتنع إظهار المعجز، على يد الكاذب، ولا يمتنع إرسال الرسل [بالفحش والكذب وشتم الله وشتم الملائكة، ولا يمتنع إرسال الرسل [2] ] إلى الجمادات، ولا يحصل الوثوق بوعد الله تعالى، ولا بوعيده. وكل ذلك يوجب القول بفساد التكليف [والبعثة. فثبت: أنه لو صح القول بالتكليف [3] ] وبعثة الأنبياء والرسل، لصح أما على تقدير أن يكون [تحسين العقل وتقبيحه معتبرا، وإما على تقدير أن لا يكون [4] ] ذلك معتبرا، وثبت أنه باطل على التقديرين [فكان ذلك أيضا باطل [5] ].
(1) القسم: الأصل.
(2) من (ل) ، (ط) .
(3) من (ل) ، (ط) .
(4) من (ل) ، (ط) .
(5) من (ل) ، (ط) .