[343] وتكون الأخلاط التي في بدن الإنسان ما دام القمر زائدا في ضوئه، فإنها تكون أزيد. ويكون ظاهر البدن أكثر رطوبة وحسنا، فإذا أنقص [ضوء [1] ] القمر، صارت هذه الأخلاط في غور البدن والعروق، وازداد ظاهر البدن يبسا.
والنوع الثالث: اختلاف أحوال البحرانات، وتفاوت أيامها، وكل ذلك مبني على زيادة نور القمر ونقصانه.
والنوع الرابع: شعر الحيوان. فإنه ما دام القمر زائدا في ضوئه، يسرع نباته ويغلظ ويكثر. فإذا أخذ ضوء القمر في الانتقاص، أبطأ نباته ولم يغلظ.
وأيضا: ألبان الحيوانات في أول الشهر إلى نصفه، ما دام القمر زائدا في الضوء، فإذا نقص [ضوء [2] ] القمر نقصت غزارتها [3] ]. وكذلك أيضا: أدمغة الحيوانات، تكون زائدة في أول الشهر، عما في آخره. وكذا القول في بياض البيض. ثم قالوا: بل هذه الأحوال تختلف بسبب اختلاف حال القمر في اليوم الواحد. فإن القمر إذا كان فوق الأرض في الربع الشرقي، فإنه تكثر ألبان الضروع، وتزداد أدمغة الحيوانات. فإذا زال القمر وغاب عنهم، نقص نقصانا ظاهرا.
وهذه الاعتبارات تظهر عند الاستقراء، ظهورا بينا. ومما يقوي:
ذلك: أن الإنسان، إذا قعد أو نام في ضوء القمر، حدث [4] في بدنه الاسترخاء والكسل، وتهيج عليه الزكام والصداع، وإذا وضعت لحوم الحيوانات مكشوفة تحت ضوء القمر، تغيرت طعومها وروائحها.
والنوع الخامس: إنه يوجد السمك في البحار والآجام والمياه الجارية.
وإذا كان من أول الشهر إلى الامتلاء. فإنها تخرج من قعور الآجام والبحار،
(1) من (س)
(2) من (س)
(3) زيادتها (ت)
(4) ظهر (ت)