المسألة الثالثة
(تحريك الاصبع السبابة في الصلاة)
تحريك السابة في الصلاة هو سمة كل سلفي في البلاد الشامية، وقد بالغوا فيها كثيرا حتى أن البعض منهم قد يحركها صعودا وهبوطا متواصلا بما يزيد في تشهده على الثلاثين مرة، بل إن البعض منهم تغالى بها أكثر من هذا بكثير، وفي خلال الصيف الماضي لعام 1397 هـ اجتمعت مع لفيف من العلماء السعوديين، وجرت بيننا مناقشات حول بعض المسائل، ومنها تحريك الأصبع في الصلاة، وقلت لهم المبالغة في تحريكها يشغل القلب عن الخشوع، ويحدث الغفلة عن معنى التشهد، فكان جواب الشيخ الفقيهي: أنا لا أحركها أكثر من أربع مرات، قال الشيخ المرزوقي: أنا لا أحركها إلا في حالة النفي، والاثبات.
(قلت) : وهذا ما عليه المذهب الشافعي في قول، وعلى كل بعد رجوعي إلى كتب الحديث والمذاهب الفقهية توصلت إلى الأدلة التالية لكي يقف كل طرف على الآخر، وينصفه ولا يوصمه بالمخالفة ويمكن تقسيمها إلى قسمين.
القسم الأول:
للشافعية ومن نحا نحوهم:
جاء في كتاب (منهاج الطالبين للشيخ محي الدين النووي على شرح جلال الدين المحلى جـ 1 ص 164) (( ويقبض من يمناه الخنصر والبنصر، وكذا الوسطى في الأظهر ) )للاتباع رواه مسلم (( ويرسل المسبحة ويرفعها عند قوله (( إلا الله ولا يحركها ) )للاتباع رواه أبو داود، وقيل: يحركها للاتباع، رواه البيهقي، وقال: الحديثان صحيحا، إلا أنهم قدموا العمل بالحديث الأول لأنه نافي، والثاني مثبت لما قام عندهم في ذلك، قال الشيخ عميرة تعليقا على قول الشارح (( لما قام عندهم ) )منه أن التحريك، يذهب الخشوع، كذا قال بعضهم.